الموضوع :
كثيرا ما يؤدي إختلاق الأعتذار لتبرير الأخطاء إلى مواقف محرجة او مسلية.
إرو حادثة تجسد أحد هذه المواقف مما عشته او شهدنه في مدرستك
التحرير:
فوجئنا يوم الأربعاء الفارط بدعوة من الإدارة توجه إلى قسمنا ليحضر فرضا في مادة التربية التقنية ابتداء من الساعة الثانية عشر من اليوم نفسه
و ساءنا كثيرا أننا سنحرم من راحة الغداء و خاصة و أننا لم نستعد لذلك , خرجنا من قاعة الامتحان مغضبين ساخطين نتضور جوعا بيننا و بين استئناف الدروس ساعة كاملة لا نعرف بما نملأها و لا بما نملأ بطوننا
و فجأة صاح صائح " " لم لا نصيب طعاما في مطعم الركن الجديد؟؟
هللنا فرحا و لكن من أين المال و استمعنا إلى " نور " :
_ هلموا معي و يكفي الله
دخلنا المطعم فأكلنا و شربنا ثم عدنا إلى المعهد على عجل
و قد تطوع نور للدفع , وما إن اتخذنا مقاعدنا في الحصة الموالية حتى طرق علينا الباب
و دخلت قيمة تطالب رئيس قسمنا بالمبلغ المالي الذي كنا قد اشتركنا في دفعة لنتبرع به للعائلات المعوزة و الفقير,
و ذلك في إطار الحملة القومية لذلك
ابتسم نور و قال
_ لقد حقق المبلغ أهدافه و بلغ المال مقاصده
فتساءلت القيمة و كيف كان ذلك
فأجابها
لقد أنفقته على الجائعين المعوزين اللذين حرموا من الطعام لانجاز الفرض
و نقل نور نظراته إلى أستاذ التربية الإسلامية الذي كان يدرسنا و قال في لؤم
ألم تعلمنا يا سيدي أن الأقربين أولى بالمعروف ؟؟
فهمنا ساعتها سر كرم نور المفاجئ
فابتسمنا في البداية ثم انفجرنا ضاحكين
و الأستاذ يربت على كتفي نور
ّ نعم يا ولدي الأقربون أولي بالمعروف
كانت نظرات القيمة المندهشة تزيدنا فرحا و هرجا
ابتساما
فنضرب بأقدامنا الأرض مبتهجين
خرجت القيمة مولولة
و لم تلبث أن عادت و م معها المديرة و القيم العام يثقبوننا بنظراتهم لكن استأذنا تطوع للدفاع عنا فلم نكن في نظره سوى أطفال جائعين حققوا لذة بسيطة بعد مشقة اليوم و جهده و تشددت الإدارة في محاسبتنا
لولا أن وعدناها بأننا ستجمع مالا جديدا في الأسبوع المقبل
انجاز : لينة الدريدي
المدرسة الإعدادية النموذجية فرحات حشاد بنزرت